الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مهدي مبروك يكتب رسالة اعتذار ويؤكّد: شعرت بالمرارة بعد صدور الحكم في قضية شهداء الثورة

نشر في  14 أفريل 2014  (14:53)

قال المهدي مبروك وزير الثقافة السابق في حكومة علي العريض في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 14 أفريل 2014، إنّ إعلان الاعتذار الذي نشره كان وحي لحظة أحسّ خلالها بالمرارة بعد صدور أحكام قضية شهداء الثورة وجرحاها، فكانت رسالة اعتذار بأسلوب من السخرية المرة حسب قوله. 

وأضاف أنّ المسار الذي سلكته تونس منذ الثورة لم يؤدي إلى معرفة الحقيقة وتحقيق المصالحة الحقيقية أو المحاكمة العادلة، واصفا جلسات قضية شهداء الثورة وجرحاها بمسلسل مكسيكي حلقته الأخيرة مليئة بالتهكم واستهتار بمشاعر الشعب. 

وتابع وزير الثقافة السابق قائلا "لم اعتقد أنّ اليد الخفية التي أخرجت المسلسل كانت ستنهيه بمثل هذه البراعة"، مضيفا انّه يعتقد بأنّ شيء ما رُتّب فكانت الأحكام كتتمّة للرعب الذي يشعر به التونسيون من الوضع المالي الحالي وبعد زيارة رئيس الحكومة إلى أمريكا. 

وأشار المهدي مبروك إلى أن الثورة أنتجت "آلة غسيل كبيرة غسلت الجميع إلاّ أكفان الموتى" حسب تعبيره. 

وأقر في نفس السياق بأنّ الحكومة التي كان أحد وزرائها تتحمل المسؤولية الأخلاقية والأدبية في ما تعيشه عائلات الشهداء اليوم لأنها لم تدفع على الاقل بملف العدالة الانتقالية، مشيرا الى انّ السياسيين والاحزاب تخلّوا عن أهالي الشهداء ، وتفرغوا لحملاتهم الانتخابية على حدّ قوله.

وهذا نص الاعتذار كما اورده مهدي مبروك عبر صفحته الخاصة بالفايس بوك :

"إننّي الممضي أسفله مهدي مبروك أعلن اعتذاري عما قمت به منذ أن آوت ذاكرة ملعونة جمجمتي. 

اعتذر إلى النظم السياسية التي تعاقبت على بلدي وكان لها الفضل في تعليمي وإطعامي وإيوائي فجعلتني بشرا تفاخر به دولتي الأمم. لقد كنت لها جحودا وجاهرتها بالعداء بعد إغواء نظم خارجية وأفكار جهنمية لعبت بعقلي فبعت بلادي مقابل غرام تافه بمفردات الحرية والديمقراطية والعدالة الخ. 

اعتذر لرجال الأمن الذين سهروا على أمني وأمن بلادي ولكن ناصبتهم العداء و‘حدفتهم’ بالحجر الذي سرقته من الطريق العمومي دون إذن من أصحابه اعتذر لهم عن طيشي ونزقي وشغبي لان ذلك استنزف جهدهم في محاربة الإرهاب والتهريب

واعتذاري موصول عن كافة حملات التشويه التي انخرطت فيها حين وصفناهم بالقمع والإرهاب واتهمناهم باطلا بالتعذيب والترهيب. 
اعتذر للإعلام الذي وصفناه بالمظلل والمدلل وهو المرٍآة الصافية الصادقة التي نشوه وجوهنا عمدا حتى نراها فيها مرعبة و قبيحة. 

اعتذر للإعلاميين الذين تطاولنا عليهم واتهمناهم بتحريف الحقائق وتزييف الرأي العام وحشره في قضايا تافهة. فانتم ضمير الأمة والسلطة الرابعة والخامسة ونحن السلطة الصفر التافهة. 

اعتذر لرجال الأعمال الذين وفروا لنا الخبز والحذاء والذكاء ومنعوا عنا الفناء. اعتذر لهم حين نعتناهم بالفاسدين. انتم الطهارة والنقاوة وانتم من رفعتم السماء عنا بلا عمد وانتم من تعطون مددا مددا و إلى الأبد. نطلب منكم المغفرة عن حماقات ارتكبنا تحت وطأة حبوب الهلوسة والحقد الطبقي الأعمى وقد غرر بنا الرباعة والخماسة من سفلة القوم. لقد وقفنا على غزيرعطائكم بعد ان أصبحت الأجور مهددة. لا تفعلوها فتعاقبوننا بما فعل السفهاء منا و أنا أولهم. 

اعتذار أخير للشهداء وقد غررنا بهم ودفعناهم إلى المواجهة واختبأنا في حوانيتنا . لقد وعدناهم وهم في سكرة الموت بأنهم للخلود. اعتذر لهم لأننا سرقنا أسمائهم ووزعناها على شوارع عجزنا عن تنظيفها ووعدناهم بالقصاص ممن قتلهم فتبين لنا ان القتلة ماهم الا طيرا ابابيلا اخطانا ملامحهم . 

انا أيها الشهداء أعد نفسي الآن لزيارة أبطال الثورة غدا الذين غادروا السجن لاعتذر لهم عما لحقهم من ظلم جراء طيشنا. أعدكم جميعا انني لن انساق في ثورة ثانية. لقد تبين لي الرشد من الغي واخيرا و حتى اكفر هن آثامي العديدة التي ارتكبتها في حق اولئك جميعا اضع جسدي وعقلي وروحي على ذمتهم باستثناء الشهداء."